السبت، 5 أغسطس 2017

اُكْـــحَـــيــل


- لديك شبه كبير بفوازالميزر، قلتُ.
- ألم تجد مخلوقا آخر غير هذا ؟ سأوافقك بشرط أن يتخلى لي عن "سمرة".. رد عليّ محمد كحيل. 
أنتم طبعا لا تعرفون محمد كحيل، كحيل بتسكين الكاف وفتح الحاء مع ألف همزة مضمومة ومُضمرة حتى لا تنطقونها كحيل بالفتح على طريقة المشارقة....لكنني أعرفه. 
كحيل جالس عند عتبة قاسم صاحب الحانوت، دخلنا الحانوت وأعطانا قرعة ليموناد سوداء اللون، أعطيناه الدينار ورد لنا أربعة دورو، قال قاديرو الضلعة : أعطنا كأسا. 
- "وهل أبقيتم لي كأسا واحدا؟ ، لقد سرقتموهم كلهم، اذهب واحضر كأسا من بيتكم." رد عليه قاسم. 
خرجنا من الحانوت، انكببت على فنجان كان على يسار كحيل أريد أن أفرغ فيه الليموناد، شد كحيل يدي " لا، لا...لا تشرب في هذا" قلت: قاسم لم يرد إعطاءنا كأسا. دخل الحانوت وأحضر لنا كأسا بلاستيكيا أصفر اللون باهتا.كانت على يمين كحيل قنينة خمر ...كحيل يحب الخمر ويحب فنجانه ذا العروة البنية ولا يحبني ان أشرب الليموناد في فنجانه. جلست وقاديرو الضلعة نحتسي المشروب الغازي وعن يسارنا كحيل يحتسي بين الفينة والفينة خمرته والناس بين غادٍ وآت ...عادي جدا...كحيل يحب كل الناس وكل الناس تحب كحيل. في ظل "البوست" جالسين نلعب الدامة، لم يبق لي سوى حجرة واحدة ، أما بارودي ولد بوناب فقد بقي له ثلاث غير انني سبقته واحتللت وادي الثمانية قلت: "تعادل !!"، رفض بارودي مصرا انه سيفوز. أعدت عليه " لا تكن عنيدا، تعادل !"...في الواقع ، لم أقل تعادل ولكن قلت: "مطاولة". غير انه تمادى في مناوراته غير المجدية محركا الاحجار بيمناه ويسراه تنش الذباب عن أصبع قدمه اليسرى. - ما بها إصبعك؟ - دهست عتبة الدار.قال بارودي بينما كان بارودي يجرب كل خططه للإطاحة بآخر حجر لي، وبينما كنت مكتفيا بتحريك حجرتي الوحيدة على طول وادي الثمانية، طلّ محمد كحيل من هناك قرب جنان العيد...لابسا سرواله "أزرق مارسيليا" ونصفه العلوي عاريا. جلس في ظل البوست وكانت بيده قصبة ، قال: إيتني بمسمار. ليس من الصعب أن تجد مسمارا في اكوام نفايات "التابتي" المرمية قرب سكة الحديد من الجهة اليسرى للبوست، في لحظة عدت وبيدي ثلاثة مسامير وقد أشعل بارودي نارا. وبدأ كحيل يسخن القصبة على النار الملتهبة، يدوّرها داخل اللهب ثم يمسحها بيده ثم يعيد تدويرها وقد رمى أكبر مسمار في النار. بواسطة المسمار ثقب القصبة ستة أو سبعة ثقوب متساوية المسافة فيما بينها...ثم أعاد تدويرها على اللهب ،قال " للقضاء على الشعيرات الظاهرة في حواف الثقوب". كان الزمن صيفا وسراب الهجير يجعل من بيوت "التحاتة" تتراقص. وغير بعيد عنا كان مربوطا حمار عمي الكبير، حماره الأبيض الوحيد في الكون، كان ينهق نهيقا شبقيا وقد رأى خيال أتان يتراقص بفعل السراب من جهة "التحاتة" قرب حويطة سيدي لخظر. أما انا وبارودي فكنا مبحلقين نرى جميل صنع كحيل، ويد بارودي اليسرى منهمكة بنش الذباب... قال كحيل " سنٌديرها آخر دورة ونعيدها سيرتها الأولى، وغمز بعينه اليسرى" محمد كحيل يحفظ الستين ويعشق الخمرة و غناء الرعاة. اخرج سكينا عتيقا وبدأ يصقل فوهة القصبة ثم كآخر لمسة وضع الفوهة في اللهب. مسحها وقال : " يا بسم الله !!! " كنا مشدوهين لا يتحرك فينا سوى أعيننا ويد بارودي السالفة الذكر والذباب الملهوف على الإصبع المتقرحة. ثبّت كحيل القصبة على الطرف الايسر من شفتيه، اخذ نفسا، وشهقت القصبة، وسكت كل شيء...سكت الحمار الأبيض، والجنادب لم يعد يهمها شدة الحر سكتت بدورها والذباب المهتم بالاصبع أصغى السمع هو كذلك...وتماوج اللحن الحزين المنهمر من قصبة كحيل عبر سراب شهر اوت.  كنا نرى في عينيه بريقا كالاستعداد للبكاء، قال" هذا استخبار أغنية أنا العربي ولد الغابة والجيبل" فجأة قمت وبكل ما أوتيت من قوة رميت بحجر كبير تجاه سحليّة مزركشة غير اني أخطأتها فانسربت لجحرها..قال بارودي مستهزءا :" حمار !!! " وحمل حجرا مسننا وقال: " قل لها تخرج الآن..قل لها..والله أقطعها نصفين، إذا اردت الرمي فارمي بهذا ، الحجر الحُرّيف وليس أي حجر كان" قلت موجها كلامي لكحيل: اضرب لنا أغنية" جنان الشولي" أعاد كحيل تثبيت القصبة على شفتيه، واخذ النفس المعتاد وانطلقت بحة القصبة وكأنها نابعة من روح كحيل المتشققة ، كانت القصبة تشتكي ولم يكن لي من سبيل لمواساتها سوى شعوري بالقشعريرة ...قلت: من علّمك العزف على القصبة؟ - "الهم والتطراد والمباتة برا" قال كحيل. سكتُّ سكوت الأبله ونظرت إلى بارودي المنهمك بإصبعه و الذباب بينما اخرج كحيل من جيبه طرف غصن شجيرة دفلى وبسكينه فلقه فلقتين طوليا. ثم قام بقص فوهة القصبة على شكل ربع دائرة وأدخل فلقة الدفلى. قال: الآن لم تعد القصبة قصبة، الآن حوّلتها إلى "بيبّو" - وما الفرق؟ - قال : سترى، بالبيبّو يمكن أن أعزف لكم ألحانا هندية. لم يضع كحيل القصبة في طرف شفتيه هذه المرة، ولكنه ادخل البيبو في فمه، وراح ينفخ ألحانا من عالم مغاير، عالم ليس كهذا العالم.كانت عيناه مغمضتين وكلما فتحهما لاح لي فيهما بريق دمعتين تختصران كل شيء. محمد كحيل يقف الآن هناك رفقة شاب كان يمكنه أن يكون حفيده، ويمر الناس يحيونه ويرد التحية بابتسامته المعهودة الشبيهة بابتسامة 'فوّاز الميزر". هل سبق وقلت أن الناس كلهم يحبون كحيل؟؟ اظنني قلتها. كحيل الذي سأطير فرحا يوم أضع ذراعي على كتفه ونحن متسامرين على ضفة وادٍ من أودية الجنة.
01/08/2017
الساعة: 15:49

سعيد ماروك
Share:

الخميس، 6 يوليو 2017

صاحب الأسنان المثرمة 3

#الرجل_ذو_الأسنان_المثرمة الذي لا ينتظر المديح و ينسى آخر سيجارة في العلبة قبل أن يغادر المكان ، قرر أن يفضي لي بمكنوناته...قال لي اليوم:
إن لم تتعلم من خساراتك ستتكرر هذه الخسارات وتتراكم...تأكد انني لا أعجب من ذلك، فأنت عنصر من مجتمع مولع بالتجريب عاجز عن المراكمة.
- كيف ذلك؟
- مجتمع مفلس دائم التجريب، ملهوف على التجريب، تجربة تمحي سابقتها...مجتمع لا يفقه للمراكمة معنى ، لايغادر خطأً إلى صوابِ ابدا ولا يضيف صواباً إلى صواب ابدا...مجتمع كهذا سيبقى أبد الدهر يراوح مكانه.
Share:

الأربعاء، 5 يوليو 2017

صاحب الأسنان المثرمة 2

#الرجل_ذو_الأسنان_المثرمة الذي لا ينتظر المديح و ينسى آخر سيجارة في العلبة قبل أن يغادر المكان رآني في المقهى العتيق..جلس وأشعل سيجارته ونفث نفثتين.
قلتُ ما المشكلة؟
قال : لا مشكلة...كل ما في الأمر أن الأوغاد قد تكاثروا ولم يعد ثمة متسعٌ لنا.
أخذ نفسا عميقا وأردف : أتعلم أين أسُّ المشاكل كلها ؟
قلت: أين؟
في المأساة قال...إنهم يعيشون المأساة وهذا سيءٌ طبعا، أما الأسوأ والذي لم يستطيعوا التنصل منه، فهو أنهم ينسبون المأساة إلى الله، يقولون أن المأساة كانت منذ الأزل وأنهم مجرد منفذين وممثلين لأدوارِ مختلفة في فيلم تمت كتابته منذ الأزل ..لذلك تراهم  يلحون في التضرع علّ كاتب السيناريو يغيّر من منحى المأساة...هم لا يفعلون شيئا... هم فقط يتضرعون.
2
#الرجل_ذو_الأسنان_المثرمة الذي لا ينتظر المديح و ينسى آخر سيجارة في العلبة قبل أن يغادر المكان، ويظهر متى ما يشاء ظهر لي اليوم في مكانه المعتاد بالمقهى العتيق.
أظهر لي سعادة وحبورا بلقائي وقال:" مشاعرك حقك الطبيعي لا تُموِّهها من أجل أي مخلوق،
ليس هنالك مُتسع في وقتك المسروق...ومن لا يتقبلك دعهُ يسقط من ثُقب الذاكرة."
صديقي ذو الأسنان المثرمة هذا دائما يمسّ فيّ وترا حساسا.
3
#الرجل_ذو_الأسنان_المثرمة الذي لا ينتظر المديح و ينسى آخر سيجارة في العلبة قبل أن يغادر المكان، قال لي بعد أن ارتشف رشفة من قهوته المرة " كن صادقا...هذا حسبك"
أحسست عمق مقالته فاستفسرت.
قال: الصادقون صادقون في القول والمشاعر، لا يتعمدون الجفاء ولا التبلد، لا يحسنون التمثيل ولا مصانعة الغير على حساب طويّتهم.
هو قلب ينبض بشكل لاإرادي، ويشعر بعفوية ،هو لسان يترجم النبض...كن منهم ولا تحمل همّ أي شيء.
4
#الرجل_ذو_الأسنان_المثرمة الذي لا ينتظر المديح و ينسى آخر سيجارة في العلبة قبل أن يغادر المكان تفحصني جيدا وغلالة الدخان هائمة بيننا، قال "تكاد تكون منهم"
" ممن؟ " قلت.
"الأجيال المتتالية، جيل يلحق بسابقه والأيام غير آبهة"
هلا فسّرت لي يا أنت؟ سألته
تنهد، صمت قليلا وقال: " منجرفة عبر تيار الأيام القميئة،تأتي الأجيال وتعتاد ما حولها ثم تغيب...تعتاد لدرجة فقدان القدرة على استيعاب وجود خلل ما".
5
لتعيش سعيدًا كان عليك تقبّل وجود الظلم والجشع والكذب كأشياء طبيعية، لكنك فشلت!
"هوّن على نفسك يا أخ...هوّن على نفسك ولا تتخذ الأمور مأخذ جد زيادة عن اللزوم، صدقني ستفشل إذا لم تتقبل وجود الكذب و الظلم والجشع كأشياء طبيعية...والله ستفشل" هكذا قال #الرجل_ذو_الأسنان_المثرمة الذي لا ينتظر المديح و ينسى آخر سيجارة في العلبة قبل أن يغادر المكان...

6
  #الرجل_ذو_الأسنان_المثرمة الذي لا ينتظر المديح و ينسى آخر سيجارة في العلبة قبل أن يغادر المكان، قدم لي نصيحة صبيحة اليوم، قال " اسمعني جيدا، انا لا احتاج تبريرا لقناعاتك الخاصة، ولا احد يحتاج ذلك...لا تجعل همك التبرير..عش قناعاتك رغمًا عنهم كلهم..."
6
التقيته البارحة ، الرجل ذو الأسنان المثرمة الذي لا ينتظر المديح و ينسى آخر سيجارة في العلبة قبل أن يغادر المكان....التقيته و قال لي : "قيلك من ربهم.. صَفِّ هذا" وأشار إلى صدره ثم أردف قائلا " انا والله ماعلابالي بربهم ، نعرف ربي وربي يعرفني، والجنة راه دايرلي فيها بلاصة، على خاطر ماراني كذاب، ماراني قتّال قوتالة ، ما نظلم ما نرضى ننظلم... وكل شاة تتعلق من عرقوبها.
7
#الرجل_ذو_الأسنان_المثرمة الذي لا ينتظر المديح و ينسى آخر سيجارة في العلبة قبل أن يغادر المكان، قدم لي نصيحة صبيحة اليوم، قال:" لوِّح للحياة بيدك، طمئنها بحضورك، وقبل أن تضحك لك أغلق أصابع يدك التي تلوح بها، ومن قبضتك فلينطلق الإصبع الأوسط!.. ياه ياحياة يا بنت الكلب ابن الكلب...وبذا ستكون قد تغذيت بها قبل أن تتعشى بك"
بصراحة ، أعجبني الرجل ذو الأسنان المثرمة. 
8
وكان القرف جاثما على صدري إلى أن ظهر أمامي #الرجل_ذو_الأسنان_المثرمة الذي لا ينتظر المديح و ينسى آخر سيجارة في العلبة قبل أن يغادر المكان...من نظرة علِم بحالي وقال:" لا تأسى كثيرًا يا أنت !!! لست وحدك رغم الفراغ، هناك من يُبادلك الشعور وكأنهُ يربِتُ على كتفِ ذاكرتك!"...قال ذلك وربّت على كتفي وغاب.
9
#الرجل_ذو_الأسنان_المثرمة الذي لا ينتظر المديح و ينسى آخر سيجارة في العلبة قبل أن يغادر المكان، لم يقتنع بفكرتي وهز رأسه نافيا ما قلته له بحجة أن "لكل وغد، هناك قطيع يُدافع . وإنه من العبث أن أُرهق نفسي في إقناع مُستعبد سعيدٍ بقيوده أن الحرية أجمل! '
10
ألقيت عليه التحية وجلست، قال تفضل وقدّم لي سيجارة غولواز كان يهم بإشعالها، #الرجل_ذو_الأسنان_المثرمة الذي لا ينتظر المديح و ينسى آخر سيجارة في العلبة قبل أن يغادر المكان...قال "راك تشوف ! بقى لنا غي هذا وراهم تالبونا فيه" متكلما عن سجائره.
هل سمعت عن حرائق اسرائيل ؟ قلت.
 نظر إلى نظرة، وابتسم هازا رأسه وقال " كلمة أقولها لك، إن الله لا يقاتل مع أحد ولا يقاتل في صف أحد ولا يظلم أحد ولا ينتصر لأحد ولا يعين ظالما ولا يدفع عن مظلوم مالم يدفع عن نفسه..و.." سكت قليلا وأردف " والكهنوت مسخرة المساخر"
11
التقيته البارحة ، الرجل ذو الأسنان المثرمة الذي لا ينتظر المديح و ينسى آخر سيجارة في العلبة قبل أن يغادر المكان....التقيته و قال لي : "لا تتمادى في صلاحك وعليك بركوب الموجة، فمنذ زمن ؛ أصحاب المبادئ النبيلة يموتون فقراء ثروة، أغنياء نفس، وغُرباء حياة!".
Share:

صاحب الأسنان المثرمة 1


1
قابلته اليوم، الرجل ذو الأسنان المثرمة والذي ينسى علبة سجائره، قابلته حانقا "مُربربا" قال: "تبّا لهم جميعا..لا يرونك صالحًا إلا حين تشبههم وتُدافع عن فكرهم، وستكون رمزًا للشرف حين تُمثل الدور فقط!...يريدونك ان تُمثّل فقط...إنهم بني كلبون".
2
لم أقابله اليوم، ذاك الرجل ذو الأسنان المثرمة والذي ينسى علبة سجائره بالمقهى..يومي هذا غير معدود إذا...لكني أتخيله يرتشف فنجان قهوته ، يضعهه على الطاولة ثم يحدق فيّ ويقول: "لم نأتِ للوجود ليُحدد لنا ما نقول وما نشعر وما نؤمن به وكيف نعيش، ومن يقول لك غير هذا قل له يطبِّق معتقداته على نفسه."
3
الرجل ذو الأسنان المثرمة والذي ينسى علبة سجائره كلما غادر المقهى، قال لي:لا عليكم من ترامب..سامحوه مهما فعل بكم..ليس لان الاسلام دين تسامح والتماس الأعذار و الخُرطي الذي ألفتموه...أبدا..بل لأن ليس لكم حلا آخر.."
..هذا الرجل..ذو الأسنان المثرمة يُعجبني كثيرا.

4
الرجل ذوالأسنان المثرمة والذي ينسى علبة سجائره كلما غادر المقهى، أظنني كلمتكم عنه من قبل.. التقيته اليوم وقال لي " ذاك الذي يشعر بك ولأدق التفاصيل دون مُقابل سوى الشعور لا أكثر، ذاك كنز لا يُعوض!...لا تفرّط فيه إذا...تذكر هذا جيدا"

5
الرجل ذو الأسنان المثرمة الذي لا ينتظر المديح و ينسى آخر سيجارة في العلبة قبل أن يغادر المكان، نفث نفثته الثانية من سيجارته الأولى وقال : دوخة السيجارة الأولى متعة لو تذوّقها غير المدخنين لجالدونا عليها بالسيوف.
ثم ابتسم بسمة باهتة، نظر إلي وأردف: أن تضيء مصباحا وسط مجموعة تقدّس الظلام أمر مرهق...مرهقٌ جدا، وإهدار لوقتك إن كانوا عُميا...ساعفني يا ابني لملم رؤاك وامض بعيدا فهذا المكان لا يليق بك.

6

 الرجل ذو الأسنان المثرمة الذي لا ينتظر المديح و ينسى آخر سيجارة في العلبة قبل أن يغادر المكان، والذي يعتزل الناس في رمضان اتقاء خزعبلاتهم، والذي يكتفي بملعقتي حريرة ليلتقم سيجارته قال وهو يحتسي قهوته: عليك أن تختار صنفا، يجب أن تبت في الأمر وتختار صنفا.
قلت: ماذا تعني؟
قال: البشر صنفان، وعليك أن تحددموقفك منهما.
الصنف الأول له عقل استغلّه في البحث والتدقيق لصالح البشرية وتطوّرها فكانت له الأرض جنة.
والصنف الثاني يعيش عالة على ما أنتجه الأول، حياته عذاب وأرضه خراب وكل همّه أن يدعو ربه ليهلك الأول ويجره للقاع.

7
لم يكن اليوم  كعهدي به... الرجلذو_لأسنانالمثرمة ... استقبلني ببرود وقال: هذا أنا كما كنت وكما ستظل تراني ، عُد لنفسك واسألها، تأكد هل هذا أنت، أم هو اعتياد السنين وخوف المجتمع!.
وما إن جلست حتى قام وقد نسي آخر سيجارة في العلبة قبل أن يغادر المكان.
Share:

الأربعاء، 3 مايو 2017

فصوص مختلفة 1

من خرجات مولانا غير المتوقعة
اعتدل مولانا، نظر الي شزرا وقال: "يا ولد، التاريخ رديئ، و الشيء الأكثر دلالة على ما أقول أن ذاكرته مجموعة من البشر.
2
من خرجات مولانا 
- هل يتكلمون معك؟؟؟
- لا ، يا مولانا.
- و لماذا لا يكلموك؟
- أظن ليس لهم بي حاجة يا مولانا.
- و هل تكلمهم أنت ؟
- أكيد يا مولانا.
إذا ، أنت و ذاك الناهق سواء.
3
من ارشادات مولانا
- مولانا! لقد اقترفت ذنبا بالامس.
- حقا؟ ما دمت قد أقررت يا ولد، فقد انتفى نصف الجرم، بقي لك ان تتوب، ما الذنب يا ولد؟
- فتاة سلبني جمالها، فرحت أعاكسها
-  تبا لك، وأين غض البصر؟جهادك نفسك وهواك؟؟؟ لا أقول لك اعتبرها أمك أو اختك، ولكن أقول: اعتبر نفسك رجلا فقط
- أليس ذلك من دوافع رجولتي؟؟؟
- ثكلتك خالتك....يا شقي!!!  بل ذلك من دوافع حيوانيتك.
4

هكذا تكلم مولانا
-"قل لي من تصادق ،أقل لك من أنت" تعجبني كثيرا هذه الحكمة يا مولانا 
أولا يا ولد، أنت لست في حاجة لأن يُقال لك من انت، أنت ادرى بنفسك،ثانيا، وهذا هو الأهم، أتركك من مثل هذه العبارات" قل لي ـ اقل لك"، إن هي إلا "خُرطي في خُرطي"..... أما فيما يخص هذه التي تعجبك فيكفيك أن تذكر يهوذا الذي كان محاطا بالحواريين ـ فأصدقاءه لا تشوبهم شائبة.
5
فص حكمة مقرفة 
أيها الراهن الحالك، تحمل ثقل ظلي ، فلست سوى عابر سبيل وما نويت الإقامة.... و أنت يا مستقبلا متجهما، اعفني من سؤالاتك السمجة، انا ايضا لا أعرف من أنا وماذا أريد.

من سالة: اعتقال لحظة قرف
6
فص حكمة مجنونة 
مولاي !! جُن جاري البارحة و قد كان سليما.
- لا عجب يا ولد، في كل منا بذرة من الجنون، قد تموت في تربتها وقد تُبرعم وتتعالى أفنانها...هل كان ثرثارا جارك هذا؟؟؟
-  لا اظن ذلك مولاي.
 - لا يبلغ الجنون إلا الثرثار و الصموت، الأول فارغ من أي لغز، والثاني كتم من الألغاز الكثير.
 من رسالة: فك طلاسم الجنون 


Share:

الاثنين، 1 مايو 2017

هل تُزوّج المرأة دون مشورتها؟


صحيح البخاري -كتاب النكاح ، باب النظر إلى المرأة قبل التزويج
الحديث رقم4833  : 

حدثنا قتيبة حدثنا يعقوب عن أبي حازم عن  سهل بن سعد أن امرأة جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت  يا رسول الله جئت لأهب لك نفسي فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فصعد النظر إليها وصوبه ثم طأطأ رأسه فلما رأت المرأة أنه لم يقض فيها شيئا جلست فقام رجل من أصحابه فقال أي رسول الله إن لم تكن لك بهاحاجة فزوجنيها فقال  هل عندك من شيء قال لا والله يا رسول الله قال اذهب إلى أهلك فانظر هل تجد شيئا فذهب ثم رجع فقال لا والله يا رسول الله ما وجدت شيئا قال انظر ولو خاتما من حديد فذهب ثم رجع فقال لا والله يا رسول الله ولا خاتما من حديد ولكن هذا إزاري قال سهل ما له رداء فلها نصفه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تصنع بإزارك إن لبسته لم يكن عليها منه شيء وإن لبسته لم يكن عليك منه شيء فجلس الرجل حتى طال مجلسه ثم قام فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم موليا فأمر به فدعي فلما جاء قال ماذا معك من القرآن قال معي سورة كذا وسورة كذا وسورة كذا عددها قال أتقرؤهن عن ظهر قلبك قال نعم قال اذهب فقد ملكتكها بما معك من القرآن.
*****
 ما نعلمه من القرآن أن الهبة كانت خاصة بالرسول وحده، وله أن يقبل أو يرفض وليس لشخص آخر غيره.وإذا رفض المرأة التي تهب نفسها فهذا لا يعني أنها أصبحت عبدة عنده أو ملك يمين.

ما نفهمه من الحديث هو أن الرسول "ص" لم يقبل الهبة (فصعّد النظر إليها وصوّبه ثم طأطأ رأسه).
وما قرأناه في الرواية لا يشير  إلى أن المرأة قد أبدت أي رأي في الرجل الذي لا يملك ولو خاتما من حديد.،لأنها لم تزد  ولو كلمة واحدة على قولها "جئت لأهبك نفسي".
مادام قد طأطأ رأسه  فهو لم  يقبلها، يعني لم تصبح زوجة له، ولا ملك يمين فكيف يُملّكها غيره دون أخذ رأيها؟
وهل العملية عملية بيع وشراء حتى يقول الرسول"ص" :"اذهب فقد ملكتكها"؟

Share:

قابيل مسؤول عن القتل

من صحيح البخاري، كتاب الديات ، باب قول الله تعالى ومن أحياها.
الحديث رقم6473  :
   حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله رضي الله عنه عن 
النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقتل نفس إلا كان على ابن آدم الأول كفل منها.

*****
 إذا كان الانسان الأول قد قتل فهو يتحمل مسؤولية عمله لوحده، أما تحميله مسؤولية سن القتل فهذا لا يتقبله العقل فالله عادل لن يحمل عبده مسؤولية فعل لا دخل له فيه. أليس كذلك؟ ولذلك قال:
 قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ  وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا  وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ  ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (164) الأنعام


ألا يوجد تناقض بين الحديث و القرآن هنا؟؟
Share:

أصل عبارة "يدز معهم"






 
كان الكتاب رثا، وحين تفتحه تفوح منه رائحة الباذنجان المتعفن، وعند الصفحة الرابعة و العشرين أثار قهوة أو شيئا من هذا القبيل، تقرأ في أعلى الصفحة – السلطان لا يحب الدز- .
فحوى القصة هذه  ان رجلا فقيرا أراد كسب مال فذهب إلى السلطان وقال له: رأيت في الحلم و كأنك فوق الجبل و القوم في السفح يهزونه و يدزونه كي تسقط.فنهرتهم قائلا: ما بالكم يا قوم ، ذاك سلطاننا، وراعي عزنا
فرح السلطان و أعطاه نصيبا من المال.
للغد من ذلك ، عاد الفقير وتلا على السلطان نفس الحلم، فرح السلطان وأغدق عليه.
   حلا الأمر للفقير، وعاد في اليوم الثالث وتلا على السلطان نفس الحلم ، وكون السلطان كان يعلم ان – السماطة بطاطا- رد على الفقير: اسمع يا هذا ، غدا عند رؤيتك للقوم عند سفح الجبل – دز معهم. 
ليس هذا هو مقصدنا طبعا من ذكر هذه القصة ، لان نجل ابن مسكويه يروي في مخطوطته التي حققها دي بارسفال وتوجد نسخة منها في مكتبة اسطنبول تحت رقم نسيه العريفي، حيث يقول أن زمن المقتدر دخل أحد الهاربين من بني بويه المسجد الجامع فوجد هناك هرجا و مرجا وجبلة ، حيث كان اثنان متشاجرين حد الضرب بالأيادي والأكف، وذلك لمسألة كلامية تدور حول من أول القائلين – مات مالك قابضا- .
   بينما الناس في هرج و مرج داخل المسجد، دخل بائع الدلاع ليستقصي الأمر ولم ينتبه إلا وهو في الوسط قرب المنبر تاركا عربته خارجا بالسوق
   كان بعربته سبع وثمانون دلاعة من الحجم الكبير- قال ابن النارنج ان عربته لم تكن تتسع لأكثر من بضع وثلاثين دلاعة فقط، وفي مسالة العدد خلاف و الله أعلم.  الحمار أمام العربة غير آبه بالعدد منهمك بالتهام قشرة كرموس هندي . 
  خرج صاحب الدلاع من المسجد متذمرا، قبع امام عربته والناس يمرون أمامه غير مهتمين البتة بدلاعه ذي الحجم الأسطوري. قال في نفسه: اتراهم علموا؟؟؟؟
ازداد انشغاله كلما ساومه احدهم و ابدى اعجابه بحجم الدلاع ومضى لحال سبيله دون شراء.
قال في نفسه(مرة ثانية): اتراهم علموا؟؟؟؟
 رُفع آذان العصر و لم يشتر منه أحد دلاعة واحدة ، و بقي عدد الدلاع كما هو، سبع وثمانون او اقل او اكثر، فالمسالة خلافية كما أورد ذلك ابن عمير الإسكافي.
جلس صاحب الدلاع مكانه، وفكر : اتراني سقيت الدلاع بمازوت  مغشوش؟؟؟ تالله لأقاضين صاحب محطة البنزين.ثم اعتدل واقفا وقال : والله لن ابرح مكاني ، فمن اشترى فقد اشترى ، ومن لم يشتر يدز معهم.
ــــــــــــــــــــ
هوامش:- في حاشية النمرودي، الجزء السادس عشرة ، الصفحة 6155 تعليق يشد الانتباه حول هذه الرواية اذ يقول : هناك اختلاق فالكرموس الهندي غير موجود بطرطوس، أنى للحمار بقشرة الكرموس. -

انتبه لذلك ايضا المستشرق الألماني: برنار شميدت، ولم يعول على هذه الرواية في موسوعته
Share:

الأمر بالصلاة على النبي



- "
يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم" البقرة 254
- " يا ايها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون" آل عمران200
- " 
يا ايها الذين آمنوا اطيعوا الله ورسوله ولا توَلوا عنه وأنتم تسمعون " الأنفال 200.

هل تنفيذ أمر الله هنا هو أن نكرر ما اُمرنا به قولا ونجعلها وردا نكرره صبحا ومساء؟؟؟

مثلا في الآية الأولى:
 
هل تنفيذ الأمر هو أن نقول ( أنفقنا مما رزقنا الله...أنفقنا مما رزقنا الله) ونظل نكررها؟؟؟؟ 
ونكون بذلك قد استجبنا لأمر الله وطبقنا ما أمرنا به....فقط بالقول؟
 
ونفس الشيء بالنسبة للآيتين اللاحقتين وكل آية فيها أمر بهذه الصيغة.
===
 
ولماذا في الآية التي يأمرنا الله فيها بالصلاة والتسليم على النبي نكتفي بالقول والثرثرة والغناء؟؟ 
مع انها جاءت بنفس صيغة الآيات السابقة؟
يقول الله تعالى:
 "
إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما"
 
هل المطلوب هنا هو المسارعة بالتلفظ بــ" صلى الله عليه وسلم" كلما ذُكر اسم النبي؟؟

آيات عديدة مشابهة لهذه الآيات الثلاث.
هل المطلوب هنا هو القول لفظا "اللهم صل على النبي وسلم عليه تسليما"؟؟
أم أمرٌ آخر؟


Share: