الاثنين، 1 مايو 2017

أصل عبارة "يدز معهم"






 
كان الكتاب رثا، وحين تفتحه تفوح منه رائحة الباذنجان المتعفن، وعند الصفحة الرابعة و العشرين أثار قهوة أو شيئا من هذا القبيل، تقرأ في أعلى الصفحة – السلطان لا يحب الدز- .
فحوى القصة هذه  ان رجلا فقيرا أراد كسب مال فذهب إلى السلطان وقال له: رأيت في الحلم و كأنك فوق الجبل و القوم في السفح يهزونه و يدزونه كي تسقط.فنهرتهم قائلا: ما بالكم يا قوم ، ذاك سلطاننا، وراعي عزنا
فرح السلطان و أعطاه نصيبا من المال.
للغد من ذلك ، عاد الفقير وتلا على السلطان نفس الحلم، فرح السلطان وأغدق عليه.
   حلا الأمر للفقير، وعاد في اليوم الثالث وتلا على السلطان نفس الحلم ، وكون السلطان كان يعلم ان – السماطة بطاطا- رد على الفقير: اسمع يا هذا ، غدا عند رؤيتك للقوم عند سفح الجبل – دز معهم. 
ليس هذا هو مقصدنا طبعا من ذكر هذه القصة ، لان نجل ابن مسكويه يروي في مخطوطته التي حققها دي بارسفال وتوجد نسخة منها في مكتبة اسطنبول تحت رقم نسيه العريفي، حيث يقول أن زمن المقتدر دخل أحد الهاربين من بني بويه المسجد الجامع فوجد هناك هرجا و مرجا وجبلة ، حيث كان اثنان متشاجرين حد الضرب بالأيادي والأكف، وذلك لمسألة كلامية تدور حول من أول القائلين – مات مالك قابضا- .
   بينما الناس في هرج و مرج داخل المسجد، دخل بائع الدلاع ليستقصي الأمر ولم ينتبه إلا وهو في الوسط قرب المنبر تاركا عربته خارجا بالسوق
   كان بعربته سبع وثمانون دلاعة من الحجم الكبير- قال ابن النارنج ان عربته لم تكن تتسع لأكثر من بضع وثلاثين دلاعة فقط، وفي مسالة العدد خلاف و الله أعلم.  الحمار أمام العربة غير آبه بالعدد منهمك بالتهام قشرة كرموس هندي . 
  خرج صاحب الدلاع من المسجد متذمرا، قبع امام عربته والناس يمرون أمامه غير مهتمين البتة بدلاعه ذي الحجم الأسطوري. قال في نفسه: اتراهم علموا؟؟؟؟
ازداد انشغاله كلما ساومه احدهم و ابدى اعجابه بحجم الدلاع ومضى لحال سبيله دون شراء.
قال في نفسه(مرة ثانية): اتراهم علموا؟؟؟؟
 رُفع آذان العصر و لم يشتر منه أحد دلاعة واحدة ، و بقي عدد الدلاع كما هو، سبع وثمانون او اقل او اكثر، فالمسالة خلافية كما أورد ذلك ابن عمير الإسكافي.
جلس صاحب الدلاع مكانه، وفكر : اتراني سقيت الدلاع بمازوت  مغشوش؟؟؟ تالله لأقاضين صاحب محطة البنزين.ثم اعتدل واقفا وقال : والله لن ابرح مكاني ، فمن اشترى فقد اشترى ، ومن لم يشتر يدز معهم.
ــــــــــــــــــــ
هوامش:- في حاشية النمرودي، الجزء السادس عشرة ، الصفحة 6155 تعليق يشد الانتباه حول هذه الرواية اذ يقول : هناك اختلاق فالكرموس الهندي غير موجود بطرطوس، أنى للحمار بقشرة الكرموس. -

انتبه لذلك ايضا المستشرق الألماني: برنار شميدت، ولم يعول على هذه الرواية في موسوعته
Share:

0 التعليقات:

إرسال تعليق