الخميس، 6 يوليو 2017

صاحب الأسنان المثرمة 3

#الرجل_ذو_الأسنان_المثرمة الذي لا ينتظر المديح و ينسى آخر سيجارة في العلبة قبل أن يغادر المكان ، قرر أن يفضي لي بمكنوناته...قال لي اليوم:
إن لم تتعلم من خساراتك ستتكرر هذه الخسارات وتتراكم...تأكد انني لا أعجب من ذلك، فأنت عنصر من مجتمع مولع بالتجريب عاجز عن المراكمة.
- كيف ذلك؟
- مجتمع مفلس دائم التجريب، ملهوف على التجريب، تجربة تمحي سابقتها...مجتمع لا يفقه للمراكمة معنى ، لايغادر خطأً إلى صوابِ ابدا ولا يضيف صواباً إلى صواب ابدا...مجتمع كهذا سيبقى أبد الدهر يراوح مكانه.
Share:

الأربعاء، 5 يوليو 2017

صاحب الأسنان المثرمة 2

#الرجل_ذو_الأسنان_المثرمة الذي لا ينتظر المديح و ينسى آخر سيجارة في العلبة قبل أن يغادر المكان رآني في المقهى العتيق..جلس وأشعل سيجارته ونفث نفثتين.
قلتُ ما المشكلة؟
قال : لا مشكلة...كل ما في الأمر أن الأوغاد قد تكاثروا ولم يعد ثمة متسعٌ لنا.
أخذ نفسا عميقا وأردف : أتعلم أين أسُّ المشاكل كلها ؟
قلت: أين؟
في المأساة قال...إنهم يعيشون المأساة وهذا سيءٌ طبعا، أما الأسوأ والذي لم يستطيعوا التنصل منه، فهو أنهم ينسبون المأساة إلى الله، يقولون أن المأساة كانت منذ الأزل وأنهم مجرد منفذين وممثلين لأدوارِ مختلفة في فيلم تمت كتابته منذ الأزل ..لذلك تراهم  يلحون في التضرع علّ كاتب السيناريو يغيّر من منحى المأساة...هم لا يفعلون شيئا... هم فقط يتضرعون.
2
#الرجل_ذو_الأسنان_المثرمة الذي لا ينتظر المديح و ينسى آخر سيجارة في العلبة قبل أن يغادر المكان، ويظهر متى ما يشاء ظهر لي اليوم في مكانه المعتاد بالمقهى العتيق.
أظهر لي سعادة وحبورا بلقائي وقال:" مشاعرك حقك الطبيعي لا تُموِّهها من أجل أي مخلوق،
ليس هنالك مُتسع في وقتك المسروق...ومن لا يتقبلك دعهُ يسقط من ثُقب الذاكرة."
صديقي ذو الأسنان المثرمة هذا دائما يمسّ فيّ وترا حساسا.
3
#الرجل_ذو_الأسنان_المثرمة الذي لا ينتظر المديح و ينسى آخر سيجارة في العلبة قبل أن يغادر المكان، قال لي بعد أن ارتشف رشفة من قهوته المرة " كن صادقا...هذا حسبك"
أحسست عمق مقالته فاستفسرت.
قال: الصادقون صادقون في القول والمشاعر، لا يتعمدون الجفاء ولا التبلد، لا يحسنون التمثيل ولا مصانعة الغير على حساب طويّتهم.
هو قلب ينبض بشكل لاإرادي، ويشعر بعفوية ،هو لسان يترجم النبض...كن منهم ولا تحمل همّ أي شيء.
4
#الرجل_ذو_الأسنان_المثرمة الذي لا ينتظر المديح و ينسى آخر سيجارة في العلبة قبل أن يغادر المكان تفحصني جيدا وغلالة الدخان هائمة بيننا، قال "تكاد تكون منهم"
" ممن؟ " قلت.
"الأجيال المتتالية، جيل يلحق بسابقه والأيام غير آبهة"
هلا فسّرت لي يا أنت؟ سألته
تنهد، صمت قليلا وقال: " منجرفة عبر تيار الأيام القميئة،تأتي الأجيال وتعتاد ما حولها ثم تغيب...تعتاد لدرجة فقدان القدرة على استيعاب وجود خلل ما".
5
لتعيش سعيدًا كان عليك تقبّل وجود الظلم والجشع والكذب كأشياء طبيعية، لكنك فشلت!
"هوّن على نفسك يا أخ...هوّن على نفسك ولا تتخذ الأمور مأخذ جد زيادة عن اللزوم، صدقني ستفشل إذا لم تتقبل وجود الكذب و الظلم والجشع كأشياء طبيعية...والله ستفشل" هكذا قال #الرجل_ذو_الأسنان_المثرمة الذي لا ينتظر المديح و ينسى آخر سيجارة في العلبة قبل أن يغادر المكان...

6
  #الرجل_ذو_الأسنان_المثرمة الذي لا ينتظر المديح و ينسى آخر سيجارة في العلبة قبل أن يغادر المكان، قدم لي نصيحة صبيحة اليوم، قال " اسمعني جيدا، انا لا احتاج تبريرا لقناعاتك الخاصة، ولا احد يحتاج ذلك...لا تجعل همك التبرير..عش قناعاتك رغمًا عنهم كلهم..."
6
التقيته البارحة ، الرجل ذو الأسنان المثرمة الذي لا ينتظر المديح و ينسى آخر سيجارة في العلبة قبل أن يغادر المكان....التقيته و قال لي : "قيلك من ربهم.. صَفِّ هذا" وأشار إلى صدره ثم أردف قائلا " انا والله ماعلابالي بربهم ، نعرف ربي وربي يعرفني، والجنة راه دايرلي فيها بلاصة، على خاطر ماراني كذاب، ماراني قتّال قوتالة ، ما نظلم ما نرضى ننظلم... وكل شاة تتعلق من عرقوبها.
7
#الرجل_ذو_الأسنان_المثرمة الذي لا ينتظر المديح و ينسى آخر سيجارة في العلبة قبل أن يغادر المكان، قدم لي نصيحة صبيحة اليوم، قال:" لوِّح للحياة بيدك، طمئنها بحضورك، وقبل أن تضحك لك أغلق أصابع يدك التي تلوح بها، ومن قبضتك فلينطلق الإصبع الأوسط!.. ياه ياحياة يا بنت الكلب ابن الكلب...وبذا ستكون قد تغذيت بها قبل أن تتعشى بك"
بصراحة ، أعجبني الرجل ذو الأسنان المثرمة. 
8
وكان القرف جاثما على صدري إلى أن ظهر أمامي #الرجل_ذو_الأسنان_المثرمة الذي لا ينتظر المديح و ينسى آخر سيجارة في العلبة قبل أن يغادر المكان...من نظرة علِم بحالي وقال:" لا تأسى كثيرًا يا أنت !!! لست وحدك رغم الفراغ، هناك من يُبادلك الشعور وكأنهُ يربِتُ على كتفِ ذاكرتك!"...قال ذلك وربّت على كتفي وغاب.
9
#الرجل_ذو_الأسنان_المثرمة الذي لا ينتظر المديح و ينسى آخر سيجارة في العلبة قبل أن يغادر المكان، لم يقتنع بفكرتي وهز رأسه نافيا ما قلته له بحجة أن "لكل وغد، هناك قطيع يُدافع . وإنه من العبث أن أُرهق نفسي في إقناع مُستعبد سعيدٍ بقيوده أن الحرية أجمل! '
10
ألقيت عليه التحية وجلست، قال تفضل وقدّم لي سيجارة غولواز كان يهم بإشعالها، #الرجل_ذو_الأسنان_المثرمة الذي لا ينتظر المديح و ينسى آخر سيجارة في العلبة قبل أن يغادر المكان...قال "راك تشوف ! بقى لنا غي هذا وراهم تالبونا فيه" متكلما عن سجائره.
هل سمعت عن حرائق اسرائيل ؟ قلت.
 نظر إلى نظرة، وابتسم هازا رأسه وقال " كلمة أقولها لك، إن الله لا يقاتل مع أحد ولا يقاتل في صف أحد ولا يظلم أحد ولا ينتصر لأحد ولا يعين ظالما ولا يدفع عن مظلوم مالم يدفع عن نفسه..و.." سكت قليلا وأردف " والكهنوت مسخرة المساخر"
11
التقيته البارحة ، الرجل ذو الأسنان المثرمة الذي لا ينتظر المديح و ينسى آخر سيجارة في العلبة قبل أن يغادر المكان....التقيته و قال لي : "لا تتمادى في صلاحك وعليك بركوب الموجة، فمنذ زمن ؛ أصحاب المبادئ النبيلة يموتون فقراء ثروة، أغنياء نفس، وغُرباء حياة!".
Share:

صاحب الأسنان المثرمة 1


1
قابلته اليوم، الرجل ذو الأسنان المثرمة والذي ينسى علبة سجائره، قابلته حانقا "مُربربا" قال: "تبّا لهم جميعا..لا يرونك صالحًا إلا حين تشبههم وتُدافع عن فكرهم، وستكون رمزًا للشرف حين تُمثل الدور فقط!...يريدونك ان تُمثّل فقط...إنهم بني كلبون".
2
لم أقابله اليوم، ذاك الرجل ذو الأسنان المثرمة والذي ينسى علبة سجائره بالمقهى..يومي هذا غير معدود إذا...لكني أتخيله يرتشف فنجان قهوته ، يضعهه على الطاولة ثم يحدق فيّ ويقول: "لم نأتِ للوجود ليُحدد لنا ما نقول وما نشعر وما نؤمن به وكيف نعيش، ومن يقول لك غير هذا قل له يطبِّق معتقداته على نفسه."
3
الرجل ذو الأسنان المثرمة والذي ينسى علبة سجائره كلما غادر المقهى، قال لي:لا عليكم من ترامب..سامحوه مهما فعل بكم..ليس لان الاسلام دين تسامح والتماس الأعذار و الخُرطي الذي ألفتموه...أبدا..بل لأن ليس لكم حلا آخر.."
..هذا الرجل..ذو الأسنان المثرمة يُعجبني كثيرا.

4
الرجل ذوالأسنان المثرمة والذي ينسى علبة سجائره كلما غادر المقهى، أظنني كلمتكم عنه من قبل.. التقيته اليوم وقال لي " ذاك الذي يشعر بك ولأدق التفاصيل دون مُقابل سوى الشعور لا أكثر، ذاك كنز لا يُعوض!...لا تفرّط فيه إذا...تذكر هذا جيدا"

5
الرجل ذو الأسنان المثرمة الذي لا ينتظر المديح و ينسى آخر سيجارة في العلبة قبل أن يغادر المكان، نفث نفثته الثانية من سيجارته الأولى وقال : دوخة السيجارة الأولى متعة لو تذوّقها غير المدخنين لجالدونا عليها بالسيوف.
ثم ابتسم بسمة باهتة، نظر إلي وأردف: أن تضيء مصباحا وسط مجموعة تقدّس الظلام أمر مرهق...مرهقٌ جدا، وإهدار لوقتك إن كانوا عُميا...ساعفني يا ابني لملم رؤاك وامض بعيدا فهذا المكان لا يليق بك.

6

 الرجل ذو الأسنان المثرمة الذي لا ينتظر المديح و ينسى آخر سيجارة في العلبة قبل أن يغادر المكان، والذي يعتزل الناس في رمضان اتقاء خزعبلاتهم، والذي يكتفي بملعقتي حريرة ليلتقم سيجارته قال وهو يحتسي قهوته: عليك أن تختار صنفا، يجب أن تبت في الأمر وتختار صنفا.
قلت: ماذا تعني؟
قال: البشر صنفان، وعليك أن تحددموقفك منهما.
الصنف الأول له عقل استغلّه في البحث والتدقيق لصالح البشرية وتطوّرها فكانت له الأرض جنة.
والصنف الثاني يعيش عالة على ما أنتجه الأول، حياته عذاب وأرضه خراب وكل همّه أن يدعو ربه ليهلك الأول ويجره للقاع.

7
لم يكن اليوم  كعهدي به... الرجلذو_لأسنانالمثرمة ... استقبلني ببرود وقال: هذا أنا كما كنت وكما ستظل تراني ، عُد لنفسك واسألها، تأكد هل هذا أنت، أم هو اعتياد السنين وخوف المجتمع!.
وما إن جلست حتى قام وقد نسي آخر سيجارة في العلبة قبل أن يغادر المكان.
Share: